المشهد باختصار… ‏عندما يقصف العدوّ الصهيوني برجًا أو عمارة من عشرة… - مخيمات لبنان بوست

المشهد باختصار… ‏عندما يقصف العدوّ الصهيوني برجًا أو عمارة من عشرة طوابق، فهذا يعني أنه قصف حيًّا سكنيا كاملا، فكل عمارة بها سبعين أو ثمانين شقة على الأقل، ‏وعندما يقصف عمارتين أو ثلاثة في اليوم الواحد، فهذا يوازي قصف بلدة أو قرية كاملة، وحتى نصف مدينة صغيرة، ‏قبل الحرب، كانت هذه المناطق الأكثر اكتظاظا على الإطلاق، نعم، كانت غزة أكثر منطقة مكتظة بالسكان في العالم مقارنة بمساحتها، ومن زار مخيمات الشابورة وخانيونس وجباليا والشاطئ يعرف ما هو المقصود، تماما، ‏والتحدي الفظيع الآن، أنه عندما تُقصف هذه العمارات، أو ما تبقى منها، لا يعرف الناس إلى أي المناطق يذهبون، فحتى المواصي، التي يدّعي الاحتلال أنها إنسانية، امتلأت عن بكرة أبيها، وهناك من ذهب للمواصي وعاد أدراجه، يعني أن حتى الحق في النزوح بات غير متوفر، ‏لهذا، فإن هذه المرحلة هي أخطر مراحل الحرب على الإطلاق، والتلاسن الحاد، الذي جرى أمس على العلن بين الخارجية المصرية والإسرائيلية، يثبت أن الإسرائيلي جاد في مخططاته القذرة نحو التهجير، والفرق أن هذه المخططات الجادة بدون أي مبادرات عربية لصدها، مع أن المتضرر الأكبر هو أمنها وحدودها، ‏هذه أول حرب في التاريخ يُترك الناس لمصيرهم إلى هذا المستوى من الألم والقهر والبشاعة، لا ممرات آمنة ولا أماكن نزوح ولا منظمات دولية عاملة وقصف للمدارس والمستشفيات بالجملة، هذه ليست حرب غير عادلة فقط، هذه حرب غير متخيلة، ولم تمر في أسوأ سيناريو درامي وملحمي سابق، ‏ومخطئ من يظن أن الحل هو بالاستسلام، لأن مشكلة الصهيوينة الدينية ليست مع المقاتلين فقط، مشكلتها مع الحجر والشجر والهوية والجغرافيا والأرض والمنهاج والمقدسات، مشكلتها مع الطفل والمرأة والشيخ والمهندس والطبيب والأكاديمي ورجل الإسعاف والدفاع المدني، ‏الحل الحقيقي يكمن عند أبواب السفارات، الحل في أسطول شعبي، وحراك برّي موازٍ ومرافق للأسطول البحري الذي سينطلق بعد أيام، الحل أن تصل رسالة للبيت الأبيض أن المنطقة بالفعل على شفا الانفجار، وأن جميع المصالح الأميركية باتت في خطر، وخطر حقيقي جدا، ‏رحم الله الشهداء…! الصحفي علي أبو رزق