بيان صادر عن أهالي مخيم جنين إلى كافة القادة والمسؤولين عن… - مخيمات لبنان بوست

بيان صادر عن أهالي مخيم جنين إلى كافة القادة والمسؤولين عن ما يحدث في مخيم جنين (ومحافظ جنين خاصة) نكتب إليكم نحن أهالي مخيم جنين بقلوبٍ يملؤها الغضب والأسى، لما نتعرض له من عدوانٍ ظالم وغير مبرر على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية. هذا العدوان الذي يستهدفنا يومًا بعد يوم، لا يمكن السكوت عليه، لأنه لم يعد يهدد حياتنا فقط، بل بات يهدد مستقبل أبنائنا وصمود هذا المخيم الذي كان وسيبقى رمزًا للكرامة الفلسطينية. يا سادة، مخيم جنين اليوم يعاني حصارًا خانقًا من الداخل، بينما يتعرض لغاراتٍ من العدو الصهيوني من الخارج. الحصار المفروض من الأجهزة الأمنية يضيق الخناق على أهالي المخيم ويساهم بشكل مباشر في تمكين العدو من رقاب مجاهدينا، الذين يدافعون عن فلسطين كلها، عن كرامتنا وكرامة الأمة. لقد تجاوز العدوان كل الحدود. بيوتنا تُستهدف بالرصاص الحي وتُحرق وتُضرب بالقاذفات دون أي ذنب، ليترك الحصار وراءه الدمار والخوف، ويجعل حياة الناس في المخيم أشبه بالجحيم. أليس من واجب الأجهزة الأمنية حماية الشعب الفلسطيني، لا أن تتحول إلى أداة قمعٍ ضد صموده؟ نواجه اليوم، إلى جانب الحصار والاعتداءات، وضعًا إنسانيًا وصحيًا كارثيًا. أكوام النفايات تملأ شوارع المخيم منذ أسابيع، مما ينشر الأمراض ويهدد صحة الأهالي، في صورة تعكس حجم الإهمال والتقصير تجاهنا. هذه النفايات باتت رمزًا للواقع الذي نحياه، حيث تُكدس المشاكل فوق رؤوسنا دون حلول أو استجابة. أما أطفالنا وطلابنا، فإن معاناتهم تفوق الوصف. في الوقت الذي يقدم فيه طلاب الجامعات والمدارس في بقية المحافظة امتحاناتهم بشكل طبيعي، فإن أبناء المخيم محرومون من هذا الحق البسيط، حيث بات الوصول إلى مدارسهم وجامعاتهم مستحيلًا وسط الحصار والاعتداءات. أليس التعليم حقًا أساسيًا لكل طفل؟ أم أن أطفال المخيم لا يستحقون حتى هذا الحق البسيط؟ يا مسؤولينا وقادتنا، نساؤنا وأمهاتنا في المخيم، اللواتي ولدن الأحرار وجعلن من جنين رمزًا للكرامة الوطنية، يتعرضن اليوم للإهانة والشتم من أبناء الأجهزة الأمنية. إن هذا السلوك المشين لا يمس كرامة النساء فحسب، بل يمس كرامة كل فلسطيني، ويهدد النسيج الوطني الذي يجب أن يكون متماسكًا في مواجهة الاحتلال. لقد حاولت لجنة إصلاح من أهل الخير التدخل لحل هذه الأزمة وإنهاء العدوان، وتوصلت إلى اتفاق يُنهي الحصار ويعيد الحياة إلى طبيعتها، لكن الأجهزة الأمنية لم تحترم هذا الاتفاق ونقضته، لتعيدنا إلى مربع المعاناة والعدوان من جديد. يا قادتنا، مخيم جنين الذي صمد عام 2002 أمام أعتى آلة حربية، وقاوم الاحتلال بكل شجاعة دفاعًا عن الحق وشرف الأمة، لن يُكسر اليوم. نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب بأبسط حقوقنا الإنسانية: رفع الحصار، وقف العدوان، تأمين الماء والكهرباء، تنظيف الشوارع من النفايات، وضمان حق أبنائنا في التعليم. إن استمرار هذا العدوان والحصار سيترك أثرًا كبيرًا لا على المخيم وحده، بل على النسيج الوطني الفلسطيني بأسره. فلا تكونوا سببًا في إضعاف هذا الصمود، بل كونوا سندًا لنا في مواجهة الاحتلال الذي لا يفرق بين فلسطيني وآخر. نناشدكم أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية، وأن تتحركوا فورًا لإنقاذ المخيم وأهله من هذه الكارثة الإنسانية. إن التاريخ سيحكم علينا جميعًا بناءً على مواقفنا اليوم. مخيم جنين سيبقى رمزًا للكرامة الوطنية، ولن ينكسر أمام أي قوة داخلية أو خارجية.