كتب الصحافي الدكتور “عمر كايد” في رثاء البطل “شرحبيل السيد”
تعرفت إلى شرحبيل السيد ولما ابلغ العاشرة من عمري. كان صديقا مقربا جدا لوالدي. اول ما لفتني فيه هو اسمه. كان غريبا ومميّزا. سألت والدي عن معنى اسمه؟ فقال تسمى بذلك تيمّنا بالصحابي الجليل، فاتح الفتوحات الكبرى، شرحبيل بن حسنة.
عرفنا شرحبيل قائدا في مخيمات الكشاف. شخصية ودودة لطيفة جميلة مرحة، لا يعرفه أحد إلا وأحبه. كانت له طريقة خاصة ومميزة في التدريب والتعليم والتربية، يوصلك إلى الهدف الصعب بالتشجيع والتصفيق والمزاح والاحتفاء، وبث روح المنافسة والتحدي في قلوب الفتيان.
على يد القائد شرحبيل تربى الكثير من أشبال المقاومة الذين يصولون الان في الميادين.
عام ١٩٩٣ كان شرحبيل أحد الرجال الذين كانوا يقطعون الوديان والجبال ليوصلوا المؤونة إلى المبعدين في مرج الزهور.
هذا في السابق، أما في اللاحق فأعمال كبرى لا يعلمها إلا رفاق دربه، ولا يشهد بحسنها وعظمتها أمام الله إلا دماؤه الزكية التي سفكت، وأشلاؤه الممزقة.
نفخر بك يا أبا عمرو … لقد نلت ما تمنيت. فالمحاضرة الأخيرة لك منذ أيام كان عنوانها عشاق الشهادة. وانت عاشق للوطن والقضية حد الشهادة