قصة وصورة “أم الكل - مخيمات لبنان بوست

مرضت “أم الكل” منذ فترة ولم تستطع الخروج من المنزل، وحين علمت بنشاط إحياء ذكرى النكبة في المخيّم أصرّت أن تشارك فيه وطلبت من عائلتها تجهيز أجمل ثوب تراثيّ لها لتلبسه يوم النشاط، لكن قدّر الله لها أن لا تتواجد في النشاط بسبب تدهور حالتها الصحيّة، وحين ذهبن الصبايا لزيارتها عقب النشاط؛ أجهشت بالبكاء كالطفلة الصغيرة معتبرة أنّها تخلّفت عن دعم فلسطين وأهلها، فحملت العلم الفلسطينيّ وغصن الزيتون وهي في فراشها تلوّح بهما لتؤكّد حبّها لفلسطين وزيتونها.
“أمّ الكل” هكذا يصف أبناء مخيّم الجليل، في بعلبك، الحاجّة نعمة ذيب “أمّ وليد عطور”، المرأة التسعينيّة الشابّة في القوّة والعزيمة، رغم كبر سنها، إلّا أنّها تتقدّم أبناء شعبها في المناسبات الفلسطينيّة.
لا يذكر سكان المخيم أمّ وليد الا بثوبها الفلسطينيّ والكوفيّة تغطي رأسها، وهي التي كان يعتبر الحدث الفلسطيني ناقصاً دون أهزوجةٍ لها، كيف لا وهي أمّ الشـøـيد هشام عطور، والمناضلة التي جمعت الذهب والحلي للفدائييـ.ـين.
رحلت سنديانة فلسطين في مخيّم الجليل اليوم وتركت فراغًا في أبناء مخيّمها لن يُملأ بسواها، فزفّها الناس الى مثواها الأخير، قاطعين وعداً أن فلسطين ستبقى البوصلة.